مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك:
سلمان بن جبر ال ثاني
كشف فريق من علماء الفلك في ورقة علمية نشرت في السادس عشر من شهر مارس 2014 الجاري في مجلة "نيتشر جيوسينس" Nature Geoscience أن كوكب عطارد أقرب الكواكب السيارة من الشمس ينكمش على نفسه وحجمه يتقلص بنسبة اعلى من النسب التي توصل اليها علماء الفلك في الأبحاث والدراسات الفلكية السابقة.
الدراسات التي اجراها الفريق العلمي برئاسة البروفيسور "بول بايرن" Paul Byrne واستخدمت فيها نتائج المجس الفضائي الذي يدور حول كوكب عطارد "ميسينجر" NASA's MESSENGER spacecraft توصلت الى ان قشرة كوكب عطارد انكمشت بسبب عملية التبريد التي تتعرض لها عبر الزمن الطويل بمقدار 4،4 ميلا (7 كيلومترات) وهي اعلى من النسب التي توصلت اليها الدراسات السابقة، وهذه النتائج وضعت تفسيرا علميا أكثر دقة للعلاقة بين التغير في حرارة قشرة كوكب عطارد وانكماشه.
يتألف سطح كوكب عطارد من قارة واحدة فقط تغطي سطح الكوكب كاملا وفي باطنه نواة حديدية، ويبلغ قطر كوكب عطارد حوالي 2500 ميلا (4040 كيلومترا) منها حوالي 260 ميلا (420 كيلومترا) للعباءة وقشرة الكوكب وهي بذلك اقل قشرة الكواكب السيارة سمكا في المجموعة الشمسية، وللمقارنة فان سمك عباءة كوكب الأرض تبلغ 1800 ميلا (2900 كيلومترا) بينما سمك قشرة الأرض اعلى بحوالي 25 ميلا (40 كيلومترا).
منذ بلايين السنين الماضية من نشوء المجموعة الشمسية، اخذ كوكب عطارد يبرد بشكل بطيء، ومع ان جميع الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية تبرد ببطء أيضا لكن نسبة البرودة في كوكب عطارد اعلى من غيرها بسبب النواة الحديدية للكوكب والتي عملت على انكماش الكوكب أيضا، وعندما زار المجس الأمريكي "مارينر-10" NASA's Mariner 10 كوكب عطارد سنة 1970 م ودارت حوله والتقطت له بعض الصور لسطحه، كشفت عن وجود ملامح جغرافية مثل الانهيارات الداخلية والتشققات تشير الى حدوث عملية انكماش للكوكب بشكل عام.
تمكن الفريق العلمي من خلال صور المجس "ميسينجر" من مشاهدة 5934 حافة ومنحدرا على سطح كوكب عطارد، وتقلصت بمقدار تراوح ما بين 5-560 ميلا (9-900 كيلومترا) في الطول، وهذه أكثر من العلامات الجيولوجية التي تم رصدها من مركبة مارينر-10، وشملت حوالي 45% أيضا من سطح كوكب عطارد.